عادت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء للتراجع بعد أن لامست أعلى مستوى في أكثر من شهر وسط ظهور بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ اقتصادي بالولايات المتحدة، وهو ما يدلل على اقتراب التوقف عن رفع أسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 11:15 بتوقيت جرينتش، ارتفع الذهب بالمعاملات الفورية 0.11% إلى 1976.66 دولار للأونصة الواحدة، ونزلت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.4%.
وفي المقابل وبذات الساعة، ارتفع مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية عالميًا بعد أن بلغ أدنى مستوى له منذ 15 شهراً تقريباً الليلة وقبل أسبوع من اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة.
ومن المقرر عقد اجتماع لجنة السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي مساء يوم الثلاثاء القادم الموافق 25 يوليو الجاري وعلى مدار يومين لمناقشة قرار بشأن سعر الفائدة وسط عودة التضخم للانحسار قليلًا.
ومن المتوقع أن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل، بحسب أداة “فيد واتش”، التي تقيس احتمالية تحركات سعر الفائدة الفيدرالية للاجتماعات المقبلة.
يشار إلى أنه في يونيو الماضي قرر الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة وإيقاف دورة التشديد النقدي مؤقتًا وذلك بعد قراره في مايو الماضي برفعها بنحو 0.25% ما يعادل 25 نقطة أساس للمرة العاشرة على التوالي لتصبح عند نطاق من 5% إلى 5.25%.
تحديث يومي : سعر الذهب اليوم الثلاثاء 8-11-2022 مباشر
والارتفاع غير المتواصل للذهب أكدت بعض المؤسسات المالية الفترة الماضية من خلال إصدار توقعاتها حيث إن المجموعة المصرفية “إيه إن زد” العالمية، قالت في مذكرة صدرت مطلع الأسبوع الجاري إن النظرة الذهب قد يتخذ مساراً إيجابياً على المدى المتوسط حال توقف الفيدرالي بنهاية العام الجاري أو العام المقبل عن رفع الفائدة أو ارتفاع خطورة حدوث ركود بالولايات المتحدة أو أي اضطربات وتقلبات اقتصادية كبرى.
وفي مذكرة صدرت الاثنين قبل الماضي، أشار خبراء لدى كوميرز بنك إلى أن ظهور بوادر وصول الفائدة الأمريكية إلى ذروتها واقتراب إنتهائها يؤهّل الذهب لاستعادة قوته والوصول لمستوى 2000 دولار للأونصة بحلول نهاية العام الجاري.
وتوقع المحللون بمجموعة يو أو بي السنغافورية، في تقرير سنوي للمجموعة نشرته وكالة رويترز في وقت سابق، أن تكتسب أسعار الذهب زخماً صعودياً قوياً وتتجاوز المستوى الرئيسي 2000 دولار للأوقية خلال النصف الثاني من عام 2023.
وأكد رئيس تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، أن ظهور بيانات التضخم الأمريكية وتحسنها بأكثر من المتوقع يشير إلى عدم الاستمرار في السياسة النقدية التشددية لفترات طويلة مما يعني عدم زيادة أسعار الفائدة ومن ثم خفض تكلفة حيازة الذهب ودفع أسعاره للصعود مرة أخرى.
ويعتقد أن الارتفاع المتوقع للذهب على المدى المتوسط لن يستمر لفترات طويلة لأنه في حالة تحسن الاقتصاد وانخفاض التضخم فإن الحاجه للتحوط ستقل وهو الأمر الذي سيخفض بالتالي الطلب علي المعدن الأصفر مرة أخرى.
وأشار إلى أن ذلك التوقع يدعمه استمرار اتجاه البنوك المركزية لبيع حيازتها من الذهب حيث بلغ صافي بيعها نحو ٢٧ طنًا بنهاية شهر يونيو الماضي، وكذلك الصناديق المتداولة و التي سجلت صافي بيع ٥٦ طنًا خلال ذات الفترة.