يعتبر الشمول المالي أحد الركائز الأساسية في استراتيجية التنمية المستدامة: “رؤية مصر 2030” من أجل تحسين فرص النمو الشامل والحفاظ على الاستقرار المالي والاجتماعي في إطار تحقيق هدف “الاقتصاد التنافسي والمتنوع”، بحيث تسعي الدولة من خلال الشمول المالي إلى زيادة مرونة الاقتصاد وقدرته التنافسية، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز ريادة الأعمال.
وتأتى أهمية الشمول المالي للمواطنين باعتباره أحد الركائز الأساسية للنمو والتحول للاقتصاد الرقمي وتعزيز الإصلاح الاقتصادي، بما يساعد في دمج الاقتصاد غير الرسمي بالاقتصاد الرسمي، ويضمن تطور الخدمة التي تقدمها المؤسسات المالية، كما يساعد في تحسين مستوى المعيشة وانخفاض معدلات الفقر من خلال احتوائه شرائح معينة داخل المجتمع كمحدودي الدخل، وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتدعيم الصمود المالي لهم.
ويعد قطاع التأمين من القطاعات التى تعمل على تحقيق مبادرة الشمول المالى بتقديم منتجات تأمينية جديدة لأخطار لم يتم تغطيتها من قبل، وذلك بهدف سد الفجوة التأمينية وزيادة معدل الاختراق التأميني في الأسواق.
ويعد التأمين متناهى الصغر أحد الأوجه التأمينية التى توفر الحماية للأشخاص ذوي الدخل المنخفض من بعض المخاطر مقابل سداد أقساط منتظمة تتناسب مع احتمالية وتكلفة تلك الأخطار التي يمكن أن يكون لها تأثير مالي سلبي على الأشخاص.
وقد وصل حجم سوق التأمين متناهى الصغر على المستوى العالمى إلى 83.7 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وبالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 118.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.01٪ خلال الفترة 2022-2028.
وقد كان للاتحاد المصري للتأمين إسهامات كثيرة فى دعم التأمين متناهي الصغر من بينها:
• إنشاء لجنة فنية متخصصة للتأمين متناهي الصغر بهدف دعم وتعزيز هذا النوع من التأمين في السوق المصري.
• عقد عدد من الشـراكات وبروتوكولات التعاون مع عدد من الجهات المعنية بالتأمين متناهي الصغر محلياً وعالمياً وذلك بهدف نشـر الفكر التأميني وتسويق المنتجات التأمينية.
• التـرجمة السنوية لتقرير استعراض التأمين متناهي الصغر Microinsurance Landscape الذي تصدرة الشبكة الدولية للتأمين متناهي الصغر Microinsurance network ، إلى اللغة العربية لزيادة الوعي التأميني والتثقيف المالي بخصوص الشمول المالي و تأمينات محدودي الدخل.
• تنظيم الاتحاد لأول مؤتمر متخصص للتأمين متناهي الصغر في مدينة الأقصر وذلك خلال عامي 2022و 2023 حيثُ كان هذا المؤتمر فرصة لتبادل الأفكار والخبرات وطـرح حلول للعديد من المشكلات والتحديات التي تواجه شـركات التأمين في عملية إعداد وتطوير المنتجات التأمينية، التي تفي باحتياجات محدودي الدخل.
ونظراً لأهمية التأمين متناهى الصغر فقد أفردت الهيئة العامة للرقابة المالية فصلاً كاملاً لتنظيم نشاط التأمين متناهي الصغر في مشروع قانون التأمين الموحد الجديد، كما كان للهيئة العامة للرقابة المالية دوراً فى دعم التأمين متناهى الصغر بالسوق المصرى من خلال إصدار عده قرارات لتنظيم مزاولة هذا النشاط ، حيث أُصدرت القرار رقم 292 لسنة 2023 بتعديل القرار رقم 902 لسنة 2016، ليسمح بإضافة شركات الاتصالات والمتاجر الالكترونية المرخص لها بمزاولة النشاط من الجهات المختصة والتي توافق عليها الهيئة، الى القنوات المسموح لها بتسويق وثائق التأمين متناهي الصغر النمطية الكترونياً من خلال شبكة نظم المعلومات.
مشاركة الاتحاد المصرى للتأمين فى معرض بيزنس يا شباب
قام الاتحاد المصري للتأمين بالتنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية بالمشاركة بمعرض بيزنس يا شباب تحت شعار «شباب مصر مستقبلها» للمنتجات الحرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ضمن جناح الخدمات المالية غير المصرفية والذى انعقد خلال الفترة من 28 سبتمبر حتى 4 أكتوبر 2023 بإستاد القاهرة الدولي تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء.
الجدير بالذكر أن مشاركة الاتحاد فى مثل هذه المعارض تأتى بهدف نشر الوعى التأمينى لدى شرائح المجتمع المختلفة حيث يعد الوعي بالتأمين أمرا بالغ الأهمية لأنه يساعد الأفراد والشركات على اتخاذ قرارات رشيدة بشأن إحتياجاتهم التأمينية وإتخاذ خطوات لحماية أنفسهم وأصولهم في حالة وقوع أحداث أو كوارث غير متوقعة، أي زيادة صـــمودهم المالــــي Resilience.
وتأتى مشا ركة الاتحاد فى هذا المعرض والخاص بالمنتجات الحرفية واليدوية ضمن خطط دعم المشـروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتوفير التغطيات التأمينية للفئات محدودى الدخل فى إطار تطبيق مفهوم الشمول التأمينى ودعم الاقتصاد القومى.
وقد شهد المعرض مشـا ركة ١٥٠ عـا رض وعـا رضة بعدد ١٥٠ جناح يمثلون مختلف مراكز الشباب على مستوي الجمهورية بأعمالهم المتميزة من المنتجات الحرفية واليدوية ومنها منتجات مصنوعة من “الجلود، الجوبلان، الخزف، الخشب، الرمل، الخوص، الكروشيه، النحاس، العرجون، خيوط الصوف والحرير والمكرمية، الفخار، الإيبـوكس (الريـزن)، الزجاج، الشمـوع، البامبو، الصدف”، فضلاً عن عدد 15 شركة لتقديم الخدمات التمويلية للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وقد شهد المعرض إقبالاً من كافة فئات المجتمع.
وأفتتح معالى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة معرض “ بيزنس يا شباب”، والذي يأتى تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، الدكتور حسن محمد شحاتة وزير العمل ورئيس المجلس القومي للمرأة والقنصل الكويتي بمصر .
ويأتى تنظيم معرض بيزنس يا شباب فى إطار سياسية الدولة المصرية نحو دعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويعد معرض “بيزنس ياشباب”، واحد من أهم المشروعات التي تنفذها وزارة الشباب والرياضة لتمكين الشباب لنشر ثقافة العمل الحر والحفاظ على التراث والهوية الثقافية التي تتمتع بها كل محافظة عن الأخرى، بالإضافة إلي إيجاد آليات مبتكرة للمساهمة في القضاء على مشكلة البطالة من خلال تبنى رؤية مختلفة ومتطورة لتنفيذ أفكار المشروعات المتوسطة والصغيرة عن توفير أكثر من ١٦ منتج وصناعة ومساعدة الشباب علي فتح منافذ لبيعها وتسويقها من خلال الوزارة ومراكز الشباب وبالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية والتى ستتيح للشباب المشارك فى المعرض تقديم خدمات تمويلية للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر كما يشارك الاتحاد المصرى للتأمين بتقديم توعية متكاملة بالمنتجات التأمينية المتوفرة بسوق التأمين المصرى والخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر .
وخلال فعاليات المعرض تم إستقبال وفد من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) خلال زيارته للمعرض، حيث أبدى أعضاء الوفد اعجابهم بالمعروضات، وقدموا الشكر للقائمين علي تنفيذ هذا المعرض، مشيدين بفكرة المعرض وتنوع المعروضات وجودتها.
وقد قام وزير الشباب والرياضة بزيارة جناح الاتحاد المصري للتأمين بالمعرض وإلتقاط صور مع فريق الاتحاد حيث أبدى أعجابه بمشاركة قطاع التأمين المصرى فى فعاليات المعرض ممثلاً فى الاتحاد لنشر الوعى التأمينى لدى الشباب المنتجين للحرف اليدوية بوجود العديد من التغطيات التأمينية للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وقد كان هناك إقبال كبير على جناح الاتحاد بالمعرض حيث تردد عليه أكثر من 500 زائر طوال أيام المعرض من مختلف الفئات العمرية ، من كافة محافظات الجمهورية ممثلين لعدد من الجامعات والحرف والمنتديات والجمعيات بأطيافها المختلفة.
و أهتم الحاضرين بالاستماع إلى الشرح الخاص بالخدمات التأمينية التي يمكن أن يقدمها لهم قطاع التأمين في مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتأمين الخاص بفقد الإيراد، وقد حرص عدد كبير من الزائرين لجناح الاتحاد الإستفسار عن موضوعات تأمينية أخرى خارج إطار المشروعات متناهية الصغر والتي منها على سبيل المثال:
• آلية التأمين على السيارات.
• البرامج المختلفة لتأمينات الحياة.
• كيف يتم تحديد قسط التأمين؟
• ما الأوراق المطلوبة للحصول على التأمين؟
• هل يتم رد القسط في تأمينات الممتلكات في حالة عدم تحقق الخطر؟
• عدد شركات التأمين في مصر.
وأثناء الرد على هذه الأسئلة تم توزيع الكتيب الخاص بالتعريف بالاتحاد وطبيعة عمله وبيانات الاتصال الخاصة به وذلك رغبة من السادة الزائرين في اكساب المزيد من المعرفة عن نشاط التأمين في مصر، كما تم أيضاً توزيع عدد كبير من الكروت الخاصة بالجزء الثالث من كتاب “قضايا تأمينية معاصرة” والذي يحتوي مجموعة مختارة من النشرات الأسبوعية للاتحاد المصري للتأمين وكذلك العدد الثاني من مجلة “إستدامة”.
وقد قام فريق الاتحاد بتقديم المواد التوعوية والمطبوعات المختلفة للاتحاد مثل الكتب والهدايا التذكارية كما تم تقديم شرح للعديد من الاستفسارات من المشاركين فى المعرض والزوار حول ماهية التأمين متناهى الصغر وكيفية الحصول على مثل هذه التغطيات وكيف يتم حساب مبلغ التأمين والقسط بالاضافة الى تساؤلات عديدة حول التغطيات المختلفة التى تقدمها شركات التأمين سواء الخاصة بتأمين الممتلكات أو التغطيات المتاحة للتأمين على حياة أصحاب المشروع.
يعتبر هذا المعرض هو انعكاس لتوجهات الدولة نحو إحياء تلك الحرف التراثية واليدوية، والعمل على فتح منافذ لتسويقها، وفي إطار دعم الدولة للشباب، ودعم وتشجيع المنتج المحلى خاصة في قطاع الحرف اليدوية والتراثية والعمل على تطويرها ودعمها ، مما يمثل ركيزة هامة في استراتيجية الشمول المالي.
وتأتي مشاركة الاتحاد المصري للتأمين في هذا المعرض انطلاقا من إيمانه الراسخ بأهمية مثل هذه الفعاليات في نشرالوعي والثقافة التأمينية لدى الجمهور ومن ثم المساهمة في تحقيق الشمول المالي
واستكمالاً لتلك الجهود فسوف يقوم الاتحاد المصري للتأمين بالمشاركة في سلسلة من المعارض المماثلة والتي ستنعقد بعدد من محافظات الجمهورية، في إطار سعيه نحو زيادة الوعي التأميني ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر عن طريق تقديم خدمات تأمينية جديدة تتناسب مع الفئات المستهدفة.